Please ensure Javascript is enabled for purposes of website accessibility مستقبل الاستدامة المعمارية في أبوظبي | الدار
#الخيارات المميزة

نوفمبر 26 2023

مستقبل الاستدامة المعمارية في أبوظبي

تشير الاستدامة إلى الأنماط المتطورة في تنفيذ المهام اليومية وتلبية الاحتياجات الحالية دون الإضرار بالبيئة، أو إعاقة الأجيال القادمة عن تحقيق احتياجاتها الخاصة من خلال خطط لحفظ الموارد. وفي مجال العمارة، يُترجم هذا المفهوم إلى فلسفة تصميم معماري تعطي الأولوية لخلق مساحات معيشية صحية ذات أثر سلبي محدود على البيئة، وبأقل مقدار لاستهلاك الطاقة والموارد الطبيعية.
الاستدامة المعمارية هي نهج شامل، يتجسد في اختيار مواد البناء، وطرق البناء، واستخدام الموارد، ضمن فلسفة تصميم شاملة لدورة حياة المبنى بأكملها؛ من مرحلة البناء إلى السكن، وحتى ما بعد انتهاء عمر البناء وهدمه؛ أي أن الهدف منها لا ينحصر بالتميّز الوظيفي أو الجمالي فقط، بل يمتد إلى كفاءة استهلاك الطاقة والموارد على المدى الطويل.

فوائد الاستدامة المعمارية

للاستدامة المعمارية فوائد لا حصر لها، تنعكس على الأفراد والمجتمعات على حد سواء، وفيما يلي بعض الأمثلة على فوائد الاستدامة المعمارية على جوانب مختلفة من حياتنا:

  1. انبعاثات كربونية أقل

    إحدى المزايا الكبيرة للاستدامة المعمارية هي قدرتها على تقليل انبعاثات الكربون؛ إذ تنبعث من الغاز الطبيعي كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون تتراوح بين 0.6 إلى 2 رطل لكل كيلوواط في الساعة، بينما تطلق مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية كميات أقل بكثير لا تتجاوز 0.07 إلى 0.04 رطل فقط. أي أن انبعاثات الكربون الناتجة عن الغاز الطبيعي تزيد بنسبة 186% مقارنة بالطاقة الشمسية.
  2. غطاء نباتي متعدد الأغراض

    من الأمثلة البارزة على ممارسات الاستدامة المعمارية هي فكرة "الجدران الحية"؛ وهي عبارة عن حدائق عمودية، تستخدم الزراعة المائية لنمو النباتات، ممزوجة بالعناصر الطبيعية الأساسية لنموه. وتقدم العديد من المزايا، مثل:
  • تحسين جودة الهواء
  • دعم الصحة النفسية
  • تقليل فقدان الحرارة من المباني بنسبة 30٪

أهمية الاستدامة المعمارية

يعطي التقرير العالمي للبيئة الذي أصدرته الأمم المتحدة عام 2017 رؤية رئيسية حول هذه المسألة، ويذكر التقرير أن الأبنية وعمليات البناء؛ مسؤولان عن أكثر من 35% من الطاقة المستهلكة على مستوى العالم، وما يقرب من 40% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن توليد الطاقة. وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تعتبر أقل من تلك الصادرة عام 2010 نتيجة ازدياد الوعي بمفهوم بالاستدامة، إلا أنها تؤكد على الحاجة الملحة لمزيد من الإجراءات، وأن الاستدامة المعمارية ليست مجرد توجُّه؛ بل استجابة ضرورية لهذه التحديات البيئية.

كما يدمج هذا النهج المعماري بين تصميم شكل ومظهر المبنى مع تأثيره البيئي ووظيفته وعلاقته بمحيطه، والهدف هنا هو تحقيق توازن وتناغم بين هذه الجوانب، مع الحرص على أن التحديثات المعمارية ليست جذابة فقط من الناحية الجمالية والوظيفية؛ بل وتحافظ على البيئة واستدامة الموارد.

أجندة الإمارات الخضراء لعام 2030

وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة مساراً واضحاً نحو الاستدامة من خلال أجندتها الطموحة (أجندة الإمارات الخضراء لعام 2030)، التي تحدد من خلالها برامج شاملة لمجموعة من المبادرات الهادفة إلى بناء مستقبل أكثر استدامة، وتشمل الأجندة المحاور الرئيسية التالية:
 
  • التخطيط العمراني المتكامل

يركز هذا المحور على تطوير التخطيط العمراني بشكل مستمر ليتناغم مع البيئة.

  • الدراسات البيئية

إجراء بحوث حول المناطق الحساسة بيئياً، وتأثيرات الجزر الحرارية الحضرية.

  • برنامج البناء المستدام

يتمثل هذا المحور بالمبادرة الوطنية لتعزيز العمارة الخضراء المستدامة، والممارسات المستدامة في البناء والإنشاء.

  • تشريعات البنية التحتية المستدامة

من خلال سن قوانين خاصة بالاستدامة والاعتبارات البيئية في البنية التحتية للطرق.

  • معايير العمارة المستدامة للإسكان العام

يسعى هذا المحور إلى تطبيق المعايير الدولية وممارسات الطاقة المستدامة في المشاريع السكنية.

  • مواد البناء الخضراء

دعم السياسات لشراء وتطوير مواد البناء الخضراء.

  • ترشيد استهلاك الطاقة والمياه

يركز هذا المحور على التشريعات التي تهدف إلى تحسين استهلاك الطاقة والمياه في المباني.

  • مشروع المنزل المستقل

تعزيز تطوير المنازل نحو الاكتفاء الذاتي من الطاقة.

  • معايير الاستدامة السكنية

يهدف هذا المحور إلى تطبيق معايير الاستدامة في المجمعات السكنية.

  • الشراكات العالمية في توفير الطاقة

يدرس هذا المحور التعاون الدولي في توفير الطاقة.

 

خطوات اتخذتها الإمارات نحو الاستدامة

كان التزام الإمارات بالتنمية المستدامة واضحاً منذ مصادقتها على اتفاقية باريس في عام 2015 (اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ) وقدمت أول مساهمة وطنية لها في ذات العام؛ بهدف الوصول إلى نسبة 24% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2021. وتضمنت الإجراءات الإضافية تطوير البنية التحتية وكفاءة الطاقة والمياه، وإدارتهما، ومبادرات التوعية العامة.

وفي عام 2020، قامت الإمارات بتحديث مساهمتها الوطنية؛ بهدف تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 23.5% بحلول عام 2030. ويشمل هذا الهدف الطموح زيادة استخدام الطاقة النظيفة، وتعزيز كفاءة الطاقة، وتطوير تقنيات التقاط الكربون، وحفظ النظم البيئية الكربونية الزرقاء، وتعزيز الزراعة المستدامة، وإدارة النفايات.


مساهمتك في الاستدامة المعمارية

مساهمتك في الاستدامة أهم مما تعتقد؛ إذ تتعلق الاستدامة المعمارية باتخاذ خيارات واعية تحترم البيئة والأجيال القادمة، واستعمال تصاميم صديقة للبيئة عند تصميم منزلك وتنسيقه. تخيّل لو أن لديك قطعة أرض بها 100 شجرة نادرة، إلا أنك ترغب في بناء منزل بشدّة! قد تتضمن الطرق التقليدية حراثة الأرض من الأشجار جميعها دون أي اعتبار لتأثير ذلك على البيئة، ولكن.. للاستدامة المعمارية رأي آخر بهذا الصدد:

  1. استكشاف البدائل: هل يمكن أن يكون هناك قطعة أرض قاحلة مناسبة لا تتطلب إزالة أشجار نادرة؟
  2. إدارة الموارد: كيف يمكن استخدام الخشب بشكل مستدام، مع ضمان استفادة الآخرين منه أيضًا؟
  3. تصميم صديق للبيئة: هل من الممكن بناء المنزل مع الحفاظ على جميع الأشجار أو معظمها؟

وهنا تبرز شركات مثل الدار بالتزامها بتطوير العقارات المستدامة؛ حيث تُظهر استراتيجيات وبرامج الاستدامة المتنوعة لشركة الدار كيف يمكن لشركات الاستثمار التجاري أن تقود الطريق في دمج الممارسات المستدامة في العمارة الحديثة، مساهمة بشكل كبير في الأهداف الخضراء الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال دعم مثل هذه المبادرات، يمكن للأفراد والشركات على حد سواء أن يلعبوا دوراً حيوياً في التوجُّه العالمي نحو الاستدامة المعمارية.