Please ensure Javascript is enabled for purposes of website accessibility العلاقة بين الاستدامة البيئية ورفاهية المجتمع | الدار
#الخيارات المميزة

أكتوبر 20 2023

العلاقة بين الاستدامة البيئية ورفاهية المجتمع

العيش بطريقة صديقة للبيئة ليس أمراً ثانوياً؛ إنما نهج تحولي لعيش مبني على الاستدامة، ومع استمرار توسع المناطق الحضرية ونضوب الموارد الطبيعية، أصبح من المهم  اعتماد أفكار وأساليب العيش المستدام أكثر من أي وقت مضى.وهي ليست متعلقة بالحاضر فقط؛ بل بمستقبل الأجيال القادمة أيضاً، وهي رؤية تدعمها استراتيجيات الاستدامة، سواء في أبوظبي أو في أي مكان في العالم.

بعيدًا عن الفوائد البيئية الفورية، يلعب العيش بنمط صديق للبيئة دوراً حيوياً في تعزيز رفاهية المجتمع؛ وإنشاء مساحات يمكن للأفراد فيها الازدهار معاً يعزز الوحدة والهدف والمسؤولية المشتركة، هذا الترابط بين الأفراد ينمي مجتمعاَ صحياَ، قادراً على جعل الحياة الصديقة للبيئة أمراً بديهياً يمكن تطبيقه خلال الحياة اليومية.

جوهر نمط الحياة الصديق للبيئة

باختصار، عيش نمط حياة صديق للبيئة هو نهج شامل للحياة يؤكد على الاستدامة البيئية والحفاظ على البيئة والانسجام مع الطبيعة. ببساطة، إنه مبني على اتخاذ قرارات واعية تؤثر بشكل إيجابي على البيئة، وهي لا تقتصر على تقليل النفايات، أو زراعة الأشجار؛ إنما هي مبدأ نحتاج إلى دمجه في كل جانب من جوانب حياتنا اليومية؛ من الطعام الذي نأكله إلى وسائل النقل التي نختارها، يشجع نمط الحياة الصديق للبيئة على التفكير بأفق أوسع بخيارتنا الحياتية، مقدماً لنا حياة صحية وأكثر مراعاة لما تحتاجه البيئة من حولنا.

هذا المبدأ يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع على حد سواء، ويمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الحي الذي تقطنه بأكمله، مما يجعله أكثر نشاطًا وصحة وتواصلاً.

حياة أكثر صحة ضمن مساحات أخضر

تكون الأماكن التي تولي اهتماماً بنمط الحياة الصديق للبيئة في الغالب مكسوة بالمساحات الخضراء، مثل: الحدائق، والمتنزهات، ومسارات المشي. وتوصي منظمة الصحة العالمية بتوفير مساحة خضراء تبلغ 9 متر مربع لكل فرد. وعلى هذا النحو، تعمل المساحات الخضراء كرئتين للمناطق الحضرية، حيث تنقي الهواء وتوفر غطاءً نباتياً ممتازاً.

هذه المساحات ليست مجرد إضافات جمالية؛ بل هي ضرورية لرفاهية المجتمع؛ فمن خلال توفير أماكن للسكان لممارسة الرياضة والتواصل والتفاعل مع الطبيعة، نمهد الطريق لمجتمع أكثر نشاطاَ ووعياً بالجوانب الصحية. كما أن فوائد مثل هذه المساحات لا تتوقف عند الصحة البدنية؛ فقد تم ربط التفاعل المنتظم مع الطبيعة بتحسين الصحة العقلية، وتقليل التوتر، وزيادة الشعور بالسلام والهدوء. كما تعمل المساحات الخضراء بشكل أساسي كملاذ آمن للناس وسط صخب المدينة واكتظاظها.

كيفية تحقيق الاستدامة البيئية 

اعتماد نمط الحياة الصديق للبيئة يعني دمج مجموعة متنوعة من الممارسات المستدامة في حياتنا اليومية، ويمكن للمجتمعات أن تكون قدوة من خلال اعتماد إجراءات تعود بالفائدة على البيئة، وتعزز جودة حياة سكانها. فيما يلي بعض الممارسات المهمة بهذا الشأن:

جمع مياه الأمطار

سواء في الأماكن التي تشهد هطول الأمطار على مدار العام أو في تلك التي لا تشهدها إلا في مناسبات قليلة، يمكن أن يكون جمع مياه الأمطار خطوة فعّالة؛ فمن خلال تخزينها في آبار المنازل، يمكن ضمان مصدر مستدام للمياه لأغراض متنوعة، كما أن هذه الممارسات تحافظ على موارد المياه الثمينة وتخفف من الطلب على إمدادات المياه من البلديات.

تدوير المواد العضوية

ضمن الجهود الكبيرة المبذولة في مكافحة هدر الطعام، تعتبر تقنية التدوير بسيطة ومبتكرة، فتحويل النفايات العضوية إلى سماد غني بالعناصر الغذائية هو ورقة رابحة للجميع. فهي تقلل من كميات النفايات في المكبات، وتقدم سماداً عضوياً طبيعياً قادراً على تحسين الحدائق والمساحات الخضراء.

الطاقة الشمسية

في منطقة الخليج، تعتبر الشمس مصدر طاقة قوي ومتجدد؛ من خلال تركيب الألواح الشمسية، يمكن لنا الاستفادة من هذه الطاقة المستدامة، مما يقلل من اعتمادنا على الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة الكهربائية، ويمكن أن يقلل من تكاليف الكهرباء بشكل كبير.

الحدائق المجتمعية

تسمح هذه المساحات المشتركة للسكان بزراعة الخضروات والأعشاب، ونظراً لمناخ الإمارات العربية المتحدة الصحراوي، فإنها وسيلة ذكية لدعم الغذاء المحلي، وتوفير تكاليف النقل، وتجربة تقنيات الزراعة المستدامة.

برامج التدوير

برامج إعادة التدوير المختلفة ذات فاعلية كبيرة؛ فهي تساعد في الحفاظ على الموارد القيمة وإعادة استخدامها وتقلل من كميات النفايات الصلبة. وفي الإمارات العربية المتحدة على وجه التحديد، تعتبر برامج إعادة التدوير المبتكرة سبيلاً إلى غد أخضر ونظيف، وتسعى إلى دمج المواطنين مع البرامج البيئية الكبيرة، التي تنفذ على الصعيدين الوطني والدولي.

تعزيز الروابط الاجتماعية

تجمع المبادرات البيئية الناس للعمل على هدف مشترك، مما يعزز من ترابط المجتمع، ويخلق شعوراً بالفخر والانتماء بين أفراده. كما أن التعاون لإنجاح هذه المبادرات يعزز الأخوة والتواصل بين السكان، مما يخلق تجارب مشتركة تؤدي غالباً إلى خلق صداقات دائمة وشعوراً أقوى بتماسك المجتمع؛ وهذا الشعور بالانتماء يعزز الروابط الاجتماعية، وهو مهم بشكل خاص في عالم يعيش فيه الأفراد بصورة غير متماسكة كما هو الحال اليوم.

الفوائد الاقتصادية

يمكن أن يعزز نمط الحياة الصديق للبيئة الاقتصاد، المحلي كما يمكنه خلق وظائف في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والزراعة العضوية والسياحة المستدامة؛ فالمجتمعات التي تعتمد الممارسات المستدامة غالباً ما تجذب العلامات التجارية والسياح الذين يهتمون بالبيئة، مما يزيد من الإيرادات المحلية.

علاوة على ذلك، تؤدي المباني والبيوت الخضراء، بوصفها أكثر كفاءة من حيث استخدام الطاقة، إلى توفير كبير في فواتير الكهرباء. وعند إعادة استثمار ما تم توفيره من قِبل المجتمع بأكمله، يمكن أن تمول المزيد من المبادرات الخضراء، خالقة بذلك دورة إيجابية تعود بالفائدة على الجميع.

فرص تعليمية

غالبًا ما تصبح المجتمعات الخضراء مراكز للتعليم البيئي، أي أنها تعتبر منصات حيث يمكن للسكان أن يتعلموا عن أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال البيئة والاستدامة، من تقنيات التدوير إلى الحفاظ على المياه، وتقدم ورش العمل حول العيش المستدام والزراعة العضوية أو الطاقة المتجددة المعرفة اللازمة، وتلهم السكان لتنفيذ ما تعلموه في حياتهم اليومية.

وعند امتلاكهم المعرفة، يصبح الأفراد أكثر فعالية في تعاملهم مع نمط الحياة الأخضر، ويصبحون مؤيدين للحفاظ على البيئة، ومعززين للرسالة، وملهمين للآخرين للانضمام إلى الحركة، مما يعزز بشكل أكبر الالتزام بالممارسات الصديقة للبيئة في المجتمع؛ محرّكاً نحو مستقبل أخضر.

فكرة أخيرة

الارتباط بين نمط الحياة الأخضر ورفاهية المجتمع لا يمكن إنكاره، وهو متعدد الجوانب كذلك، ومع التحديات التي يواجهها العالم في مجال التحضر وتغير المناخ، يصبح التأكيد على العيش المستدام أكثر أهمية من أي وقت مضى مع أهداف الاستدامة البيئية ومسارها الواضح. ولكن كما رأينا، تمتد الفوائد إلى ما هو أبعد من الحفاظ على البيئة فقط؛ فنمط الحياة الصديق للبيئة يعزز روح المجتمع، والصحة، ويمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقاً وأكثر استدامة للجميع، وهو شعور مشترك يتماشى مع مبادرات شركة الدار في أبوظبي، مثل مشروع غاردينيا باي.