البيوت الخضراء: مستقبل الحياة المستدامة

رغم أن مفهوم الاستدامة يحمل في ثناياه ثلاثة أبعاد رئيسية، وهي: البيئة، والاقتصاد، والحياة الاجتماعية؛ إلا أن التركيز فيه ينصب على الجانب البيئي إلى حد كبير، فيميل بذلك نحو معالجة القضايا البيئية؛ كتغير المناخ، والتنوع البيولوجي، وتلوث الهواء والمياه.
ولأن الاستدامة البيئية خيار فردي وجماعي؛ فإن اتباعك للخطوات اللازمة للوصول إليها يساهم في ترميم عالمنا الأخضر، ويساعدك في العيش ضمن بيئة نظيفة. إليك أهم الطرق التي يمكنك من خلالها استخدام الموارد البيئية بشكل فعال في منزلك، وتحويله إلى بيت أخضر.

استدامة المياه

مع ما يواجهه عالمنا من شح في هذا المصدر الحيوي، من الضروري أن نقوم بتغييرات جوهرية في نمط حياتنا؛ للتقليل من هدر المياه وتلوثها، وفيما يلي بعض من هذه التغييرات:

1. الصيانة الدورية لتمديدات المياه

يرتكز مفهوم استدامة المياه على معاملة كل قطرة مياه على أنها حجر نفيس لا يمكن إهدراه، ويمكننا ضمان ذلك من خلال الصيانة الدورية لكل من:

صنابير المياه
أنابيب توصيل المياه
رؤوس الدش
خراطيم المياه

2. استخدام الأجهزة المرشدة لاستهلاك المياه

هناك الكثير من الأجهزة المخصصة لتشريد استهلاك المياه، كرؤوس الدش المرشدة للاستهلاك، أو قطع ضبط تدفق المياه التي يمكنك تثبيتها على صنابير المياه في المطبخ أو الحمام.

3. استغلال سعة الأجهزة الكهربائية

حاول استخدام كل من غسالتي الملابس والصحون وهما ممتلئتان فقط؛ فهما تستخدمان كمية المياه ذاتها في الغالب مهما اختلف حجم أحمالهما.

4. تقليل وقت الاستحمام

حتى وإن كنت تهوى استخدام الكثير من مستحضرات العناية بالشعر، أو تحب غمر نفسك بمغطس مياه دافئ، ننصحك بأن تعتمد في الاستحمام على الدش بشكل رئيسي، وحاول التقليل من الوقت الذي تمضيه في الاستحمام، وعدد المرات التي تستخدم فيها مغطس الحمام.

استدامة الكهرباء

هناك الكثير من الحلول الصديقة للبيئة التي يمكن تطبيقها للتقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية، إليك بعضاً منها:

1. تتبع استهلاك الطاقة

تساعد عدادات الطاقة الذكية في هذه العملية؛ إذ يمكنها قياس استهلاك الطاقة في منزلك وتقديمه لمزود الكهرباء رقمياّ، مما يضمن حصولك على قراءات أدق بكثير من القراءات اليدوية، ويجعلك تراقب مستوى استهلاكك، وما يمكنك فعله لتقليله في حال كان مرتفعاً.

2. استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة

لا يقتصر الأمر هنا على استخدام المصابيح الموفرة للطاقة فحسب؛ بل يمكنك اقتناء الأجهزة الكهربائية المصممة بأنظمة توفير الطاقة الصديقة للبيئة؛ كغسالات الأطباق، وغسالات الملابس، والثلاجات، ومكيفات الهواء، وغيرها.

3. الاستهلاك الذكي للطاقة

تجنّب إضاءة الغرف الغير مستخدمة، أو المبالغة في توزيع الإنارة في المنزل. ولا تترك الأجهزة موصولة بقابس الكهرباء إلا في حال لم تكن تحت الاستخدام في ذلك الوقت.

ويمكنك استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لوصل جميع أجهزة وأضواء منزلك بهاتفك الذكي، والتحكم بتشغيلها حسب حاجتك من خلال جهاز تحكم واحد.

أما بالنسبة للسيارات الكهربائية؛ فحاول ضبط عدد مرات شحنها خلال الأسبوع الواحد، وتجنّب ترك الشاحن الكهربائي موصولاً بها بعد انتهاء مدة الشحن، ويمكنك استخدام تطبيقات السيارات الذكية لهذا الغرض، إذ يعلمك التطبيق فور انتهاء شحن السيارة بالكامل.

4. تركيب الألواح الشمسية

الألواح الشمسية هي بديل مستدام للطاقة الكهربائية، وتحد من اعتمادنا على الوقود الأحفوري عن طريق توليد الطاقة الكهربائية بواسطة خلايا شمسية قادرة على امتصاص ضوء الشمس. وهي استثمار طويل الأمد يجنّبك دفع فواتير الكهرباء المرتفعة.

5. عزل السقف والجدران

فقدان الحرارة هو استنزاف صامت للطاقة؛ حيث تفقد المنازل ما يصل إلى 50% من حرارتها من خلال السقف الغير معزول حراراياً. أما في حال استخدامك العزل الحراري أثناء بناء منزلك، أو بحثك عن بيوت خضراء للعيش فيها؛ فستضمن أن الطاقة التي تستخدمها في تبريد منزلك صيفاً، أو تدفئته شتاءً؛ لن تضيع سدى.

استدامة المواد العضوية

خطط الاستدامة البيئية تحث على استغلال المواد العضوية بشكل جيد، إليك بعض الأفكار لفعل ذلك:

1. استغلال بقايا الطعام

لا حدود لأفكار استغلال بقايا الطعام النباتية؛ فقشور الخضراوات الطازجة مناسبة للغاية في تحضير التوابل الشهية، ويمكنك القيام بذلك من خلال تجفيفها تحت أشعة الشمس، ثم طحنها واستخدامها في تحضير أطباقك المميزة.

كما يمكنك استخدام بقايا الطعام النباتي الغير الطازجة لصناعة سماد عضوي منزلي، يمد نباتاتك بالعناصر والمعادن التي تلزمها للنمو. وبذلك ستقلل من النفايات الصلبة إلى حد كبير، ومن انبعاثات غاز الميثان التي تغزو هوائنا عند حرق النفايات في المكبات.

2. تجنُّب الديكورات والأرضيات الخشبية

هناك الكثير من البدائل الفخمة التي تمنحك الدفء والعصرية ذاتها التي تعطيك إياها الديكورات والأرضيات الخشبية، فبلاط الباركيه بديل ممتاز يحمي الأشجار من أن تقُطع! أما إذا كنت مصمماً على استخدام الخشب كعنصر جمالي رئيسي في منزلك، فننصحك باقتناء الأرضيات الخشبية المصنوعة من الخشب المعاد تدويره.

التقليل من النفايات الصلبة

هناك الكثير من الأمور التي يمكنك القيام بها بهذا الصدد، منها:

1. استخدام بدائل البلاستيك

إن غالبية أنواع البلاستيك غير قابلة للتدوير، بل وإنها في بعض الأحيان غير قابلة لإعادة الاستخدام، لذا فإن استخدام بدائلها إلى جانب المنتجات الصديقة للبيئة خطوة هامة نحو الاستدامة البيئية، ومن هذه البدائل:

عبوات المياه الزجاجية
الأكياس القماشية
أغطية الشمع المخصصة لتغليف الطعام
علب الطعام الزجاجية ذات الأغطية الخشبية
أعواد الشرب الزجاجية أو المعدنية

2. التقليل من استخدام الورق

لعل البدائل الإلكترونية ساعدتنا في هذه النقطة كثيراً، فلم نعد بحاجة إلى حمل الأوراق أو شراء الكتب الورقية، بل يكفي تحميل كتبك المفضلة على هاتفك الذكي أو أجهزة الحاسوب، أو الحاسوب اللوحي.

عن البيوت الخضراء

تبرز أهمية البيوت الخضراء كبيوت صديقة للبيئة؛ يتم تصميمها بتركيز كامل على كل تفصيل في البناء؛ وفقاً لخطط الاستدامة. من شأن هذا الحفاظ على البيئة وتقليل إهدار مواردها، وفيما يلي بعض تجهيزات الاستدامة التي تضمنها البيوت الخضراء:

الأرضيات الصديقة للبيئة
العزل الحراري للجدران والأسقف
النوافذ ذات الزجاج المزدوج (مصممة خصيصاً للعزل الحراري)
الثيرموستات الذكية المستخدمة في ضبط حرارة المنزل
أنظمة للتحكم الذكي بمدخل الكهرباء باستخدام الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية
الدهانات الصديقة للبيئة (الخالية من الغازات المتطايرة)
المصابيح وتمديدات الكهرباء الموفرة للطاقة
أنظمة تهوية عالية الكفاءة

كما أن البيوت الخضراء مصممة بطريقة مراعية لمداخل الضوء، وانعكاسات الشمس، وتستغل الحديقة الخضراء في تشكيل الظلال الضرورية لحماية الغطاء النباتي، إلى جانب احتوائها على حدائق مليئة بالمنتجات الخضراء الصديقة للبيئة.

هل تطمح في الحصول على بيتك الأخضر؟ اكتشف خيارات شركة الدار للاستدامة البيئية، واتخذ خطوتك الأولى نحو الاستدامة البيئية.